عندما نهضت من فراشي كانت الساعة السابعة و ثلاثة عشر دقيقة، كان يجب علي ان اصل إلى المدرسة على الساعة التاسعة تماما او قبل ذاك الموعد.


لذا قمت بتنظيف فراشي و ترتيبه ثم قمت بترتيب غرفتي الجميلة بعدها ذهبت انزل في الدرج لأصل إلى مطبخنا الواسع.


لم ارد ايقاظ والدتي ذاك اليوم لأنها كانت مريضة بالزكام و كان شديدا جدا.


و عندما استشارت الطبيب كان قد نصحها و اوصاها في نفس الوقت بأن تبق بالمنزل مع شخص راشد او ذو دهاء و علم كافي بالمرض و كيفية رعاية مريضه و قد كانت من مسؤولياتي كإبنة لتلك المرأة التي وقفت بجانبي في كل حياتي و في مرضي ان ابقى معها ذاك اليوم و اوفر لها كل العناية المناسبة جزاء لكل ما فعلته من اجلي إلى ان تتحسن حالتها او تقدر على الاعتماد على نفسها.


لم اكن جيدة بالطبخ او لم اكن أجيده حتى في تلك الايام كان عمري ستة عشر سنة و لم اكن أتقن قلي البيض حتى، اعلم ان هذا محرج قليلا او علي القول كثيرا لبنت في عمري لكني كنت مدللة والداي في ذاك الوقت و لم يكن لي اخوة و كان والداي يوفران كل شيء لي دون ان اتعب نفسي.


و كانت عائلتي صغيرة جدا حيث ان امي كانت ابنة والداها الوحيدة مثلي و ابي كان لديه اخت متزوجة في عمر الثلاثين على ما أظن و لديها بنت في مثل عمري و ولد صغير.


كانت ابي يغار منها ولا يتحدث معها كثيرا لان ولادتي كانت بعد ولادة ابنة عمتي بأيام لذلك انصب الاهتمام عليها وتم نسياني و لانني كانت لدي تلك الحالة الخاصة (اليانديري) و لكن ابنة عمتي كانت بنت عادية و لديها كل الخصائص البشرية، كنت لا أطيقها لان ابي كان يضرب لي الامثال بها و يتحدث عنها طوال الوقت، و يردد دائما لماذا ليس لديه بنت عادية مثل إبنة أخته؟


كان اسمها "سونيا" و اخوها اسمه داني كان يقول ابي لي دائما و بتكرار مع نبرة غضب و أسف :"انظري إلى سونيا انها بنت طبيعية و مرحة على عكسكي انت يا عديمة المشاعر ماذا لديها زيادة عنك....." كنت استمع له و لا اشعر بشيء الا العار و الندم و سوء القدر و كنت افكر دائما و اقول صحيح لماذا هي بنت عادية و انا لا مع اننا ولدنا تقريبا في نفس الفترة....كنت اتمعن في هذه الأشياء طوال الوقت.


و لقد نسيت ان اقول ان عمتي تسكن في باريس مع زوجها الذي يعمل كمدير اعمال و هي كانت ربة منزل الأحلام، لكني لم اكن اهتم لهذه التفاهات كنت اعتقد انها مجرد اقدار مكتوبة لا يمكننا فعل شيء لتغييرها.


و كان عمي يعمل كفوتوغراف (مصور) هاوٍ، و كان دائم السفر و كان كمثابة صديق للعائلة لان ابي يحب التحدث معه و امي ايضا و كان الوحيد غير عائلتنا الذي يعرف عن مرضي و لذلك كان يأخذني معه في رحلاته على امل من ان اتحسن لكن للأسف كالعادة اكن لم اشعر بشيء و تتظاهر اني مستمتعة و أنني أتحسن.


و رغم ان كل اخوة ابي كان لهم حياة ترف، الا انه اكتفى ان يعمل كمدير لمقهى في مدينتنا و لم اتصور انه عار او تقسيم غير عادل في الحياة و كانت امي تعمل كبائعة حلويات في متجر صغير، و كان افراد عائلتنا يكملون بعضهم و يرون في الكثير مستقبلي، كانوا يريدونني ان اكون جراحة او طبيبة مشهورة مستقبلا .



2021/01/14 · 316 مشاهدة · 530 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024